الصين تطوّر نموذجاً عالي الدقة لمحاكاة المناخ والمحيطات
الصين تطوّر نموذجاً عالي الدقة لمحاكاة المناخ والمحيطات
في خطوة علمية نوعية تعزز فهم الظواهر المناخية، وتدعم الجهود العالمية لمواجهة تغيّر المناخ، أعلن فريق من العلماء الصينيين عن تطوير نموذج رقمي عالمي لمحاكاة دوران المحيطات بدقة أفقية تصل إلى كيلومتر واحد فقط، وفق ما أفادت به صحيفة العلوم والتكنولوجيا بالصين، السبت.
النموذج الجديد، الذي يحمل اسم "LICOMK"، تم تطويره من قبل معهد الفيزياء الجوية التابع لأكاديمية العلوم الصينية، بالتعاون مع مختبر لاوشان، ويعد من أكثر النماذج دقة على مستوى العالم.
محاكاة مباشرة
ويتيح هذا النموذج محاكاة مباشرة للعمليات المحيطية دون المتوسطة، مثل دوامات المحيط والجبهات الديناميكية، التي تؤدي دورًا بالغ الأهمية في توزيع الحرارة والمواد في المحيطات، ما يساعد على التنبؤ بالأحداث الجوية المتطرفة، كالأعاصير وموجات الحرارة البحرية وهطول الأمطار الشديدة.
وقال التقرير إن المحيطات تمتص أكثر من 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحترار العالمي، ونحو 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية، ما يجعلها عنصراً حاسماً في توازن النظام المناخي العالمي.
ووصف العلماء النموذج بأنه بمنزلة "إدخال مجهر في خريطة المحيطات"، لما يوفره من رؤية غير مسبوقة للتفاعلات المحيطية الدقيقة، مؤكدين أن هذه التقنية تشكّل قاعدة علمية قوية لحوكمة المناخ والتنمية المستدامة على مستوى العالم.
جهود عالمية لمواجهة تغيّر المناخ
على مدى العقود الأخيرة، تصاعدت التحذيرات العلمية بشأن تغير المناخ بوصفه أحد أكبر التهديدات التي تواجه البشرية، نتيجة انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري، وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون.
بدأت الجهود الدولية بشكل منظم منذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) عام 1992، وتطورت عبر مؤتمرات الأطراف (COP) السنوية، التي تُوجت بتوقيع اتفاق باريس للمناخ في عام 2015، حيث التزمت الدول بالإبقاء على الاحترار العالمي أقل من درجتين مئويتين، وبذل الجهود لحصره عند 1.5 درجة.
وتشمل الإجراءات العالمية: التحول نحو الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتبنّي خطط وطنية لخفض الانبعاثات (NDCs)، إلى جانب التمويل المناخي لمساعدة الدول النامية على التكيّف والتحوّل البيئي، بالإضافة إلى التوسع في حلول قائمة على الطبيعة، مثل إعادة التشجير وحماية النظم البيئية.
ورغم هذه الجهود، تُظهر تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن وتيرة التحرك لا تزال غير كافية لتفادي السيناريوهات الكارثية، ما يدفع إلى مطالبات متزايدة بـإجراءات عاجلة وجذرية لتحقيق الحياد الكربوني قبل منتصف القرن.